نبذة عن المركز

مركز النور هو مشروع طموح وجدير بالتقدير، وهو مرآة لتراثنا الروحي والثقافي، ومنسجم مع بيئته الفرنسية.
بعد مرور أكثر من 40 سنة على مركزنا الحالي، قدّم خلالها الكثير من الخدمات الجلية للمسلمين، صار ضيقُ المركز وضعف إمكانياته لا يلبيان احتياجات المسلمين، لذلك شرعت رابطة مسلمي الألزاس، ومن ورائها مسلمو ميلوز المخلصون، وبدعم من السلطات المحلية، ببناء مركز جديد، ديني وثقافي، سيكون فخرًا للمسلمين والميلوزيين.

يجمع مركز النور بين الحداثة والبساطة والأصالة، فيلبي بذلك المتطلبات الحضرية والمعمارية لمدينة ميلوز. ومركز النور بهندسته المعمارية المتميزة، يمثل بصمة حضارية استثنائية في المنطقة، وأسلوبًا معماريًا متفردًا ييسر التواصل مع محيطه الذي يُعنى بالجمال والأناقة عناية بالغة، ويولي المظهر الحسن أهمية في تكوين الصورة النمطية عن الإسلام.
ويمكن للزائر أن يجد في المركز الراحة مبتعدًا عن زخم الحياة، فيخشع قلبه لذكر الله ويطمئن، ولينال قسطًا من العلم ويساهم في نقل المعرفة، كل ذلك في جو من الإخاء والتضامن، واللقاء والحوار.
ومركز النور هو مكان يتعلم فيه الفرد المواطنة الفاعلة والمسؤولة، حيث يشارك المسلم في مجتمعه بالأخوة والتضامن.

إن تنوع الخدمات التي يقدمها المركز ونوعيتها، فضلًا عن القيمة المعمارية له، ستجعل من مركز النور مكانًا فريدًا من نوعه في المنطقة.

الموقع الجغرافي لميلوز

تقع مدينة ميلوز عند تقاطع الحدود الفرنسية الألمانية السويسرية، فقد حبيت بموقع جغرافي متميز، وهي تبعد 30 دقيقة عن مدينة بازل السويسرية وفرايبورغ الألمانية، مما يجعل منها ممرًا استراتيجيًا بامتياز.

مركز النور، قيم أكيدة

مركز النور هو مشروع ذو أبعاد متنوعة، وهذه الأبعاد تحمل قيمًا إنسانية حقيقية. فهو:

  • مكان للتأمل والخشوع

    لمّا كان المسجد هو المكان الذي أمر المسلمون بإقامة الجمع والجماعات فيه، فإن الواجب أن يُهيأ لهذه المهمة، والله سبحانه ذكر من الأعمال التي تؤدى في المسجد ذكر الله وتسبيحه وتعظيمه: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [النور : 36]. ومسجد النور، قلب مركز النور، يتيح للزائر جوًا للتأمل والخشوع والذكر، فهو مكان متميز لعلاقتنا مع خالقنا، فضلًا عن كونه رمز أخوتنا واتحادنا.

  • مكان للعلم والمعرفة

    يمثل العلم والمعرفة استثمارًا حقيقيًا لأجيالنا القادمة، ونحن مؤمنون بأن امتلاك المعرفة هو السبيل للنهوض بوعي الفرد لدوره في المجتمع، فلا يتقدم المجتمع البشري إلا بالمعرفة. والتعليم في مركز النور هو زرع لبذور الأصالة، وتجذير للتراث في نفوس المسلمين، وربطهم بتاريخهم وحاضرهم، فلا زرع بدون بذرة.

  • مكان للقاء والحوار

    إن تبادل الآراء ومشاركتها من أساسيات العيش المشترك. ومركز النور بأبوابه المفتوحة للجميع، دون تمييز للأصل أو الثقافة، يحترم الجميع، ويبذل جهده لتيسير الاجتماعات وعقد الصداقات الجديدة، وهذه القيم هي الطريق الحقيقي نحو مجتمع أكثر إنسانية وعالمية.

  • مكان للتكافل والتضامن

    مركز النور سيكون مكانًا مفتوحًا للجميع، حيث يجدون يدًا ممدودة وأذنًا صاغية. فهو مكان يساند فيه القوي الضعيف، ويدعم فيه الغني الفقير. إنه مكان للتكافل والتضامن على هدي نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

  • مكان لمواطنة فاعلة ومسؤولة

    يحض الإسلام على التزام الفرد بالحقوق والواجبات، ويقيدهما بمصلحة الجماعة وعدم الإضرار بالآخرين، وهذا ما يضمن تحقيق كرامة الإنسان ومصالحه، ويحقق إقامة العدل بين الناس. فروحانية الإسلام تقوي التزامنا الاجتماعي، لأن ممارسة الإسلام مرادفة للأخوة والتكافل.